أبعاد المقاربة السوسيوبنائية
المقاربة السوسيوبنائية تنطلق من ثلاثة أبعاد أساسية:
- البعد البنائي لسيرورة تملك المعارف وبنائها من قبل الذات العارفة.
- البعد التفاعلي لهذه السيرورة نفسها، حيث الذات تتفاعل مع موضوع معارفها، والمراد تعلمها.
- البعد الاجتماعي (السوسيولوجي) للمعارف والتعلمات حيث تتم في السياق المدرسي، وتتعلق بمعارف مرموزة من قبل جماعة اجتماعية معينة.
وعليه فإن المقاربة السوسيوبنائية هي مقاربة بنائية تفاعلية اجتماعية (فليب جونير، ترجمة الحسين سحبان،2005).
أولوية المدرسة السوسيوبنائية
إذا كان التعلم عند البنائيين , هو علاقة تفاعل بين الذات العارفة و موضوع المعرفة . فإن المدرسة السوسيوبنائية تعطي أولوية للمحيط في عملية التفاعل : نمو الطفل العقلي لا يتم من الفرد إلى المجتمع , بل أن حركته تتم من المجتمع إلى الفرد . فالطفل ينمو من خلال تفاعله مع الآخر , ومن خلال علاقات التبادل و التواصل و المشاركة بينهما .
أطروحات المدرسة السوسيوبنائية
تنطلق المدرسة السوسيوبنائية من الأطروحات التالية في تفسير التعلم
1) التعاون مع الآخر : من خلال التعاون مع الآخر يتم بناء المعرفة , فالتلميذ يتعلم اعتمادا على نمطين من التعلم
- تعلم تلقائي , يتجلى فيما يكتسبه من تجارب خلال حياته اليومية /
- تعلم منظم , من طرف المجتمع يكتسب به الطفل معرفة منهجية '' المدرسة ''
2) التواصل مع الآخر : لقد أكدت بعض الأبحاث السيكولوجية , أن نمو الذات و تطورها يتم من خلال التواصل .
ففعل التواصل فعل اجتماعي يعتمد على رموز مشتركة , فالطفل عن طريق اللعب مثلا يستبطن أفعالا اجتماعية
3) المحاكاة : ركز ''والون '' على محاكاة الآخر كأساس للتعلم .فالمحاكاة تنقل الطفل إلى الذكاء الرمزي , الذي يتميز به الانسان عن الكائنات الأخرى ( الطفل يتمكن من اكتساب اللغة داخل المجتمع الذي يعيش فيه ) .
اسهامات السوسيوبنائية في التربية (المبادئ الثلاث)
1 التعلم يجب أن يكون نشيطا ''بياجي'' :
إن الفائدة الرئيسية لنظرية النمو العقلي في مجال التعليم , هي اتاحة الفرص أمام الطفل ليقوم بتعلم ذاتي . إننا لا نستطيع تنمية ذكاء الطفل بالتكلم معه فقط , لا نستطيع أن نمارس التربية بشكل جيد دون أن نضع الطفل في موقف تعليمي , حيث يختبر بنفسه و يرى ما يحصل , و يستخدم الرموز و يضع الاسئلة , و يفتش عن اجاباته الخاصة رابطا ما يجد هنا بما يجد في مكان آخر , مقارنا اكتشافاته باكتشافات الأطفال الآخرين . و يعتقد ''بياجي'' أن النمو العقلي يفترض ليس فقط تعاون الأطفال مع الراشدين , ولكن تعاون الأطفال فيما بينهم أيضا . فالطفل الذي لا نسمح له بأن يرى نسبية إدراكه يبقى سجين وجهة نظره'' الأنانية'' .
2 الصراع في الآراء بين الأطفال
يجعلهم يدركون مباشرة وجهات نظر مختلفة , إذ أن أطفال المستوى الواحد يستطيعون أفضل من الراشد مساعدة رفاقهم الخروج من ''الأنا'' . و من هنا تكمن أهمية العمل في زمر وهذا التفاعل بين التلاميذ في المدرسة هو ما يشكل المبدأ التربوي الثاني .
3 أفضلية العمل العقلي المبني على التجربة المباشرة
وليس على اللغة . فقد ألحت ''سان كلير'' على ضرورة ترك الطفل في مراحل نموه العقلي يقطع مرحلة وراء أخرى , و يعطي إجابات غير صحيحة قبل أن ننتظر منه لغة و منطق الراشد
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق