الوضعية التعليمية

بواسطة : Unknown بتاريخ : الخميس, نوفمبر 27, 2014

 

الوضعية التعليمية 

    كل “مشكلة تمثل تحديا بالنسبة للمتعلم وتمكنه من الدخول في سيرورة تعليمية نشيطة وبناءة واستقبال معلومات وإيجاد قواعد للحل منتظمة ومعقولة تسمو بالمتعلم إلى مستوى معرفي أفضل.
        الوضعية المشكلة هي جملة من المعلومات التي ينبغي أن يحركها شخص أو مجموعة أشخاص  من أجل تنفيذ مهمة محددة ، لم يكن مخرجها في البداية واضحا.

-    في الإطار المدرسي =وظيفة دقيقة تتمثل في بناء ( أو بنينة ) التعلمات ،حيث أنه من خلال تخطي عائق أو عوائق عديدة يكتسب التلميذ تعلمات جديدة (Martinand 1987).
-     هي وضعية تحدث خلخلة بنائية لكي يكون لها دور في بناء التعلمات الجديدة  (Hulter et Dalongeville ).
 إن المدرس هو الذي يختارها أو يبنيها  ، وهو الذي يختار الوقت وطريقة تقديمها للتلميذ ، تبعا لسلسلة التعلمات ، أي أن يقوم بدكدكة المشكلة (Didactisation )

ملحوظة: - إن كلمة وضعية أنسب في الاستعمال، بسبب اختصارها، خاصة عندما نضيف إليها صفة:وضعية مستهدفة، وضعية إدماج.
-  في اللغات نميل إلى الحديث عن وضعية تواصلية أكثر من وضعية مشكلة.
بما أن مفهوم الوضعية - المشكلة يستدعي عائقا يتعين تجاوزه، لكي يتحقق الهدف الذي رسمه المدرس   فإن هذا الهدف يسمى: الهدف العائق  

 

 مفهوم الوضعيات التعليمية التعلمية:

إنها تلك الوضعيات التي يوجد فيها المتعلم في علاقة مع المادة الدراسية ومع المدرس، والتي تشمل مجموعة من الخطوات والعمليات والأفعال يتم التخطيط لها انطلاقا من أهداف أو حاجات أو مشكلات، وتتضمن مجموعة من المكونات المتفاعلة (مدرس، تلاميذ، مادة، طرائق، وسائل، تقويم، دعم...)

 

الوضعية المسألة:

وهي تشير عموما إلى مختلف المعلومات والمعارف، التي يتعين الربط بينها لحل مشكلة أو وضعية جديدة، أو للقيام بمهمة في إطار محدد. وهي بالتالي، تمتاز بإدماج المعارف وقابليتها للحل بطرق مختلفة من قبل المتعلم. وليست بالضرورة وضعية تعليمية. كما أنها مرتبطة بالمستوى الدراسي وبالسياق الذي وردت فيه وبالأنشطة المرجوة والموظفة. ثم بالمعينات الديداكتيكية وبتوجيهات العمل المعلنة منها والضمنية

الوضعية – المسالة :هي من بين الوضعيات التي تثير الاهتمام حين الحديث عن الكفايات , الوضعيات المسألة؛ فرغم أن الوضعيات التعلمية متعددة و متنوعة , فالوضعية المسألة قد تأخذ في هذا الإطار دلالة " مجموعة من المعلومات التي ينبغي تمفصلها و الربط بينها للقيام بمهمة في سياق معين )
و بعكس وضعيات الحياة اليومية التي يفرضها الأحداث التي تعيشها , تكون الوضعيات –المسألة مبنية و مدرجة في صيرورة منظمة من التعلمات.

مميزات الوضعية المسألة:
   الإدماج : و يقصد به استحضار التعلمات السابقة لحل وضعية –مسألة جديدة, و ليس تجميع المعارف فقط , كما هو الشأن بالنسبة للتعليم التقليدي.
توقع المنتوج : ينتظر من التلميذ أن يجد حلا للوضعية حيث إنه يكون الفاعل الأساسي فيها و ليس المدرس هو الفاعل .
الوضعية –المسألة وضعية مفتوحة في غالب الأحيان , بحيث تقبل أكثر من حل أو من طريقة للحل .
الوضعية المسألة أليست بالضرورة وضعية تعلم
بالإمكان اقتراح وضعيات- مسألة للتثبيت أو الدعم أو التقويم...

مكونات الوضعية المسألة:
تتشكل الوضعية حسب دوكتل ( De Ketele .1996) من ثلاثة مكونات أساسية : معينات , أنشطة , و تعليمات للقيام بالمهام .

المعينات : هي مجموعة من العناصر المادية التي تقدم للتلميذ : نص مكتوب , صورة , ...وتعرف بما يلي :-السياق الذي يصف المحيط
-المعلومات التي على أساسها يتصرف التلميذ؛ و تكون حسب الحالات , إما مفيدة أو مشوشة , كاملة أو تشوبها فجوات..

الأنشطة : و هي ما سيقوم به التلميذ في إطار وضعية معينة.

تعليمات العمل : تعطي للتلميذ تعليمات بشكل صريح للقيام بالمهام..

دلالة الوضعية :
تكون الوضعية ذات دلالات عند التلميذ بحيث تمكنه من :
- تعبئة معارفه السابقة
-وضع المعارف في سياقها
-تحديد فوائد معارفه
-اكتساب حدود تطبيق معارفه
-تأمل ابستمولوجي في معارفه ( كيف بنيت هذه المعارف ؟كيف تحولت ؟ من قام بذلك , حسب أي مبادئ ؟ ما التساؤلات التي أجابت عنها ؟ إلى آخره ...
-إدراك الفرق بين النظري و التطبيقي ( مسائل تحتوي على معطيات مشوشة . معطيات ناقصة أو معطيات ينبغي على مختلف المواد أن تساهم في حل مسائلها المعقدة) .
-قياس الفرق بين ما يعرفه و ما ينبغي أن يتعلمه لحل وضعية معينة.

 ملاحظات :

تختلف الوضعية المسألة حسب المستوى الدراسي و حسب السياق يمكن إن تظهر دلالة الوضعية في مختلف مكوناتها :
-السياق : ربط التلميذ باهتماماته اللاحقة
-الوظيفة : التقدم في عمل معين
-المعلومات : الفرق بين ما هو نظري و ما هو تطبيقي...
- المهام : إدراك التلميذ لما ينبغي أن يواجهه
و كخلاصة لما سبق , فإن الوضعية – المسألة تكون دالة إذا كانت مشوقة و محفزة للتلميذ حتى يكون فاعلا و مستثمرا لتعلماته السابقة .
مدلول فصيلة من الوضعيات بالنسبة للوضعية -المسألة:
يقصد بصنف أو فصيلة الوضعيات مجموعة من الوضعيات المتقاربة ذات قاسم مشترك , تضبطها ثوابت معينة و متكافئة فيما بينها ؛ مثلا :
"حل وضعية – مسألة يستعمل فيها التناسب و / أو النسب المئوية ". فصنف الوضعيات أو فصيلة الوضعيات يمكن أن يختلف في :
   - سياقها
        - المفاهيم المعبأة ( التناسب- المعدل الحسابي - النسب المئوية )
        - الأعداد المستعملة

بعض المحددات (paramètres ) المحيطة بصنف من الوضعيات .
من الأساسي تمييز صنف من الوضعيات بواسطة بعض المحددات التي تضمن لها التكافؤ . و يمكن أن تكون هذه المحددات مرتبطة بك
- المعينات : مثلا نص ( من أي فن أدبي , مستوى صعوبته , طوله ...)
- المهام : (مثلا : درجة تعقيدها , مستوى الدقة , حجم المنتوج
-الأدوات المستعملة لأداء هذا المنتوج
إ، التركيز على الوضعية- المسألة لا يعني أن هذه هي الوضعية الوحيدة التي يمكن أن يتم عبرها التعلم , و إنما هناك أشكال من الوضعيات الأخرى( مدرسية و غير مدرسية ) . غير أن ه مهما بلغت أهمية الوضعيات التي تتحقق فيها تعلمات إيجابية و فعالة, , إن لم تكن وضعيات – مسألة أو مشكلة , فإن أهمية الوضعية المسألة أو المشكلة لا تعترضنا فقط في حياتنا المدرسية أو في مادة الرياضيات , و لكن فيما نعيشه كل لحظة من وضعية –مسألة أو وضعية – مشكلة . و ما علينا إلا حلها للتوافق مع ذواتنا و مع المجتمع الذي نعيش فيه .

 

خصائص الوضعية: 

هي وضعية إدماج حسب DeKetele : وضعية معقدة تحتوي على المعلومة الضرورية  و المعلومة الطفيلية أو المشوشة و التي تستدعي استثمار أو توظيف التعلمات السابقة .
( إن الوضعية  تتطلب التحريك المعارفي ، الحركي و /أو المجتمعي الوجداني لعدد من مكتسبات المتعلم) .

الانتماء لفئة أو صنف من الوضعيات المتطابقة،

الوضعية في الغالب مفتوحة : هناك إنتاجية منتظرة و واضحة: نص، حل مشكل، شيء فني، خطة عمل، وضعية تعلم دقيق، تخطيط نشاط، تدبير نشاط هادف أو كل شيء وظيفي...الخ. ( في بعض الحالات تغلق الوضعية عندما يكون الإنتاج واحدا كما هو الشأن في مشكل مغلق في الرياضيات لكنها في الغالب مفتوحة ، يعني أن المتعلم يضع لمساته الفردية : غير منتظرة في البداية.إن الإنتاج هو إنتاج المتعلم و بالتالي فهذا الأخير هو المسرحي أو الممثل أو الفاعل في الوضعية وليس الأستاذ.

الوضعية لا تعادل حصريا الوضعية الديداكتيكية ، أي وضعية تعلم منظمة من قبل الأستاذ، إنها الوضعية المشكلة المجسدة    التي يكتسبها المتعلم  لوحده أو مع آخرين . و يمكن إشراكها إلى وضعية سماها  Brousseau  وضعية لا ديداكتيكية  أي أنها وضعية لا تحتوي في جوهرها على نية التعليم  أو احتماله .


 

مكونات الوضعية:

بالنسبة لDe Ketele  تتركب الوضعية من  المكونات التالية :
السند أو الحامل : هو مجموع العناصر المادية التي تقدم للمتعلم : نص كتابي ، رسوم بيانات ، صور ...و يتحدد في ثلاث عناصر :
            السياق : يصف البيئة التي نتموضع فيها أو المجال الذي تمارس فيه الكفاية .
           المعلومة: التي على أساسها سيتصرف المتعلم. و يمكن أن تكون المعلومة كاملة أو تامة ، ناقصة، ملائمة أو مشوشة (طفيلية ) بحيث تتمثل أهميتها في تنمية القدرة على الاختيار .
           الوظيفة : هي التي تدقق الغاية التي أنجزت فيها الإنتاجية .

 النشاط :  هو توقع المنتوج  المنتظر أو المتوخى.في نهاية  حل مشكل معين  ،  في نهاية إبداع و اختراع جديد  ، في نهاية انجاز نشاط عادي  في نهاية نشاط حول البيئة ( دورة تحسيسية  إعلامية ... إلخ ). و بالتالي فإن نمط النشاط هو الذي  يحدد طببيعة المهمة التي نقترحها على المتعلم

التعليمة : هي مجموع تعليمات العمل التي تعطى أو تمنح للمتعلم بطريقة غير صريحة . و يستحسن أن تتضمن أسئلة مفتوحة ، تتيح للمتعلم فرصة إشباع حاجاته الشخصية من تعبير عن الرأي ،اتخاذ المبادرة  ، الوعي بالحقوق و الواجبات ، المساهمة في الشأن الأسري ، و المجلسي والوطني ...إلخ .
       مثال: إعداد مجسم مدرسة .
        السند:
        السياق: هو السياق المدرسي بما أنه يجب إعداد مجسم للمدرسة.
        المعلومة: هي تصميم المدرسة، السلم الذي يجب احترامه، المواد التي ستستعمل.
        الوظيفة: هي وظيفة معلوماتية: تقديم المدرسة في معرض.
        النشاط: إنجاز المجسم.
        التعليمة: يمكن تقديمها على الشكل التالي:
        اعتمادا على التصميم المعتمد للمدرسة (والذي بين يديك ) أنجز مجسما على ورق كارطون لمدرستك ، باعتماد السلم 100/1 .

 

الخاصية الدالة للوضعية :

الوضعية الدالة هي وضعية تحرك المتعلم ، تمنحه الرغبة في تحريك المكتسبات ، وتعطي معنى لما يريد تعلمه : إنها متعلقة بالمكون المعرفي للتعلم ، أي المكون المرتيط بالاستثمار الذي يكون المتعلم جاهزا لقبوله و الموافقة عليه في التعلمات . وتتغير هذه الخاصية الدالة للوضعية كثيرا من مستوى تعلمي لآخر، و من سياق لآخر .
      
 متى تكون الوضعية دالة ؟
 تكون الوضعية دالة عندما:
     - تستدرج أو تقود المتعلم لتحريك مراكزه ذات الفائدة الآنية.
     - تفرض عليه تحديا، أو أنها تعرض بطريقة تظهر المتعلم يواجه تحديا في متناوله.
     - صالحة له بصفة مباشرة: مثل: تمكنه من التقدم في عمل معقد.
     - تمكنه من وضع المعارف في سياقات الكشف عن صلاحية أو منفعة مختلف المعارف،
     - تمكن من استكشاف الحدود لمجالات تطبيق هذه المعارف .
     - تدفع إلى التفكير الابستمولوجي  حول المعارف ،و تسأل عن بناء  المعارف :
  كيف بنيت ؟ كيف تم تحويلها ؟ من قبل من ؟ ما هي المبادىء المعتمدة ؟ و في أي غاية ؟
     - تمكن من الكشف عن الفوارق بين النظرية و التطبيق ، كالإشكالات التي تتضمن معطيات مشوشة ، معطيات ناقصة ، معطيات ، يجب علينا تحويلها قبل استعمالها ،حلول متعددة .
     - تمكن من الكشف عن امداد مختلف المواد في حل الإشكالات المعقدة ،
     - تمكن المتعلم من قياس الفارق بين ما يعرف لحل وضعية معقدة و ما يجب أن يتعلمه ...إلخ 

   يتبين أن الخاصية الدالة يمكن أن تظهر في مستويات عدة، مرتبطة إلى مكونات الوضعية. ويمكنها أن ترتبط إلى:
    السياق: كملامسة المتعلم في ما يعيش، في مراكزه ذات الفائدة
    الوظيفة : كدفع المتعلم للتقدم في عمل معقد .
    المعلومات: كالكشف عن الفارق بين النظرية و التطبيق. 
    المهمة: ككون المتعلم يواجه تحديا.
    إذن يجب التصرف على مجموع مركبات الوضعية لمنح هذه الأخيرة خاصية دالة .

     

مفهوم فئة الوضعيات :

تتعرف الكفاية كذلك بالنسبة لفئة من الوضعيات( نفس الفئة ) ، أي مجموعة من الوضعيات المتقاربة فيما بينها . فإذا تم تحديد كفاية بالنسبة لوضعية واحدة فالممارسة الثانية للكفاية تكون استنتاجا خاصا و عاديا . على العكس ، إذا كانت الوضعيات جد متباعدة من بعضها البعض ، لا نضع المتعلم في ظروف مماثلة للتأكد من كفايته . من الناحية التطبيقية يتعلق الأمر بالبحث عن بعض الوضعيات التي تكون معادلة  فيما بينها . مثال كفاية :" سياقة السيارة في المدينة " :
-    الوضعيات هي  أنواع المسارات المختلفة ، في لحظات مختلفة ، في ظروف جوية  مختلفة  ، في اكتضاضات مختلفة ، ....إلخ .
-    تشكل المسارات المختلفة  وضعيات مختلفة تنتمي إلى نفس فئة ( أو عائلة) الوضعيات .
 مثال  لفئة من الوضعيات :
•    حل وضعية- مشكلة تتطلب القياسات المتناسبية بالمعدل أو النسبة المئوية: أعطيت هنا مختلف الوضعيات بمختلف الوضعيات المشكلة ( السياقية ، الملابسة ) و كذا المفاهيم التي يجب تحريكها ( القياسات المتناسبة ، المعدل ، النسب المئوية ) . و على الأعداد المستعملة .و على الخصوص، يجب على المتعلم أن يحدد نمط المفهوم الذي يجب استعماله لحل الوضعية – المشكلة .
 ملحوظة:
بالنسبة لعدد من الكفايات ، نتوصل إلى بناء فئة من الوضعيات الغير المحدودة . مثل حالة الكفايات المفتوحة كليا و الموجهة نحو  الإنتاج: إنتاج نص ، لوحات فنية ...إلخ. أما بالنسبة لكفايات أخرى فلا نتوصل إلا لتحديد 3 أو 4 وضعيات متقاربة لأن هذه الوضعيات محدودة طبيعيا  . وعندما تكون كفاية أخرى غير الأولى ، لمستوى تعليمي  لاحق  فإننا نخرج من " فئة الوضعيات ".

 

ثوابت لحصر فئة الوضعيات

لضمان المعادلة  بين الوضعيات يجب تمييز فئة الوضعيات من خلال بعض الثوابت ذات الطبيعة التالية :
كلها مرتبطة إلى سند أو حامل الوضعية، أي إلى ما نقدم أو نعطي للمتعلم:
          -  نص علمي معين ،لمستوى معين من الصعوبة و طول معين (3 ثوابت ) .
          -   مشكل رياضي مرسوم يتطلب القيام بثلاث عمليات أساسية. ( 2 ثوابت)
          -   أثر تاريخي من نمط معين، وحقبة معينة (2 ثوابت ) .

مثال : في الرسم التقني حددت الوضعيات من خلال 3 ثوابت :
  •  يجب أن تتوفر الحجرات على 12 واجهة على الأكثر.
  • يجب أن تكون الواجهات مستوية.
  • يجب أن تكون كل الزوايا قائمة .
  • يمكن أن تكون الثوابت مرتبطة  إلى نمط النشاط أو المهمة : درجة تعقيده ، مستوى الدقة المتوخاة ، حجم الإنتاج ، المواد أو الوسائل المتوفرة لإنجازه ....إلخ .

 

شروط صياغة الوضعية التعلمية

 تراعى في صياغة الوضعية التعلمية عدة شروط، منها:
  • التحديد الدقيق لما ينتظر من المتعلم
  •  تغليب الطابع الإشكالي عليها، إذ من المستحسن أن تصاغ الوضعية في صورة لغز يتطلب من المتعلمين حله.
  •  الحرص على جعل الوضعية تلامس واقع التلميذ وتجري في مدار اهتمامه، وذلك من أجل تحفيزه على الإسهام الفعال في حل الوضعية، لأنه، بهذه الشروط، يعتبرها مرتبطة به وليست مفروضة عليه.
  •  الحرص على عدم تبسيط الوضعية لدرجة الابتذال حتى يدرك المتعلم أنه يواجه ، بالفعل مشكلة يطلب منه حلها، وكذلك الحرص على ألا تكون الوضعية صعبة (تتجاوز مستوى التلميذ المعرفي والعقلي والسوسيو-ثقافي...) ينفره من التفكير في حله .

 

الوضعية - المشكلة الديداكتيكية و الوضعية - المشكلة المستهدفة

   الوضعية المشكلة هي جملة من المعلومات التي ينبغي أن يحركها شخص أو مجموعة أشخاص  من أجل تنفيذ مهمة محددة ، لم يكن مخرجها في البداية واضحا.

 

 الوضعية المشكلة الديداكتيكية :

 = هي الوضعية التي ينظمها المدرس لكل أفراد الفصل ، في سياق تعلم معارف و مهارات جديدة .
 ويحددها  Raynal et Rieunier1997 بكونها : الوضعية البيداغوجية التي يصوغها المدرس من اجل :
o    خلق فضاء تأمل وتحليل مشكلة يتعين حلها (أو عائق يجب تخطيه حسب Martinand ).
o    .إتاحة فرصة أمام التلاميذ لفهم تصورات جديدة حول مفهوم معين انطلاقا من هذا  الفضاء – المشكلة
  ( يسمي  De Ketele و Rogiers X.  هذه الوضعية بوضعية الاستكشاف ) .

 = وضعية في سياق تعليمي تعلمي ذات دلالة ومعنى للمتعلم، تستهدف خلخلة بنيته المعرفية من أجل بناء التعلمات الجديدة المرتبة بالكفاية
          تتسم هذه الوضعية ب:
  • وضعية للاستكشاف تكون في بداية الدرس.
  • تسمح بتعبئة مكتسبات مندمجة
  •  ترشد المتعلم نحو إنجاز مهمة ذات دلالة تعليمية تعلمية أو اجتماعية أو ثقافية أو أخلاقية أو ...
  • تحمل معنى ذاتي بالنسبة للمتعلم في حياته الخاصة أو العامة.
  • تشكل للمتعلم تحديا في مقاربتها؛ حيث يعجز عن إيجاد الحل، وبالتالي يحس بأنه في أمس الحاجة إلى اكتساب كفاية معينة لمقاربة الوضعية بطريقة فعالة. وبذلك تتولد لديه رغبة التعلم، وهذا ما يسمى بالوظيفة الديداكتيكية لهذا النوع من الوضعيات. وهي وظيفة تحفيزية على فاعلية بناء التعلمات المرتبطة بالكفاية، و ليست تمرينا وإنما مقاربة لمشكل أو إشكالية ما. 

 

 الوضعية - المشكلة المستهدفة

تمثل صورة ما ننتظره من التلميذ، أي أنها وضعية مستهدفة و يسميها البعض وضعية الإدماج أو وضعية الاستثمار. نلجأ اليها خاصة في نهاية التعلم ، أو بالأحرى في نهاية مجموعة من التعلمات كتتويج لها ، وكمناسبة لتعليم التلميذ كيف يدمج مجموعة من المكتسبات ، وفي نفس الوقت للوقوف على مدى قدرته على مفصلة مكتسبات متعددة .
   
   مثال للتمييز بين الوضعية –المشكلة الديداكتيكية  والوضعية –المشكلة المستهدفة في مادة العلوم :

  • الوضعية - المشكلة الديداكتيكية :
صغ مشكلا يتم حله انطلاقا من الوثائق التالية: مقطع تفاحة، أزهار أشجار التفاح، براعم شجرة التفاح. 
  •  الوضعية المستهدفة:
محمد شخص يقطن في قرية من رأس آذار في تونس . عزم البدء في إنتاج العصير وتسويقه .قدم له النصائح اللازمة للبدء في استثماره ، اعتمادا على معارفك حول الأتربة  و المناخ ووقت الإزهار و الإيناع .

 

ما هي الوضعية المشكلة التي سنختارها ؟

     مشكلة مناسبة لمستوى التلاميذ .
     مشكلة متمحورة حول المعارف / الكفايات الأساسية التي يجب اكتسابها .
     مشكلة يمكن تجزيئها عند الضرورة إلى مشكلات فرعية أو إلى مراحل.
     أن تكون للمشكلة حلول متعددة إن أمكن ذلك و تقود إلى المناقشة والحوار ( وبهذا نقترب من مشكلات الحياة اليومية التي نادرا ما يكون لها حل واحد ).


مراحل إنجاز درس متمركز حول وضعية مشكلة :
1
- مرحلة وضعية الانطلاق: 
  يتم فيها الإعداد المادي و طرح و توضيح الوضعية ــ المسالة، و تحديد زمن و ظروف العمل المناسبين.
2- مرحلة البحث عن الحلول:
حيث يجب تنظيم اقتراحات و افتراضات المتعلمين.
3- مرحلة الاستثمار:
إذ يتم تقويم ما توصل إليه المتعلمين من خلال تحليل و مناقشة أجوبتهم.
4- مرحلة الاستنتاج:
حيث تقدم خلاصة النتائج ( الملائمة) المتوصل إليها.
 

مراحل و تدبير الوضعية ــ المسألة، 
المراحل
• اختيارها و تهييؤها ذهنيا وماديا
• تنظيم فضاء القسم
• طرحها وتوضيحها للمتعلمين
• إ دماج المتعلمين في فهم ما هو مطلوب منهم
• تحديد مدة الإنجاز
• الاندماج في العمل الجماعي
• مناقشة المعطيات مع أفراد مجموعته لفهمها و اكتساب طرق العمل بها.


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوضة لذى | |