يدخل الأطفال إلى المدرسة في أعمار متقاربة في أكثر بلدان العالم حيث تكشف السنوات الأولى من دراستهم عن وجود فروقات واضحة بينهم من ناحية تحصيلهم الدراسي من بين اسبابها صعوبات يواجهها الطفل في التعلم أو عدم قدرته على التكيف ما يؤدي به إلى التقصير الدراسي الذي يصيبه في أحيان كثيرة بالإحباط الشديد والعدوان والقلق..
ما معنئ التحصيل الدراسي و التخلف الدراسي؟
- التحصيل الدراسي هو الأداء الذي يقوم به المتعلم والمحددة أهدافه في المنهج الدراسي الصفي واللاصفي ويكون قابلاً للقياس والتقويم.
- التأخر الدراسي هو حالة من التخلف أو النقص أو التراجع في تحصيل المتعلم الدراسي تؤدي إلى انخفاض أدائه عند إخضاعه للقياس والتقويم إلى مادون المستوى المتوسط لأسباب عقلية أو اجتماعية أو اقتصادية.
أنواع التاخر الدراسي
أن التأخر الدراسي عند التلميذ له عدة أنواع أهمها :
- التأخر الدراسي الخاص : الذي يعني التقصير الملحوظ في مادة بعينها أو مواد معينة كالعلوم أو القراءة..
- التأخر الدراسي العام : وهو التأخر الظاهر عند التلميذ في كل المواد الدراسية وهنا نميز بين فئتين، فئة من يكون ذكاؤهم دون المتوسط وفي حدود المتوسط وفئة من يكون ذكاؤهم متوسطاً أو أعلى من ذلك بقليل، والفئة الأولى هي الغالبة والحالات في الفئة الثانية قليلة..
- التأخر الدراسي الدائم : حيث يقل تحصيل التلميذ عن مستوى قدرته على مدى فترة زمنية،
- تأخر الحالة : حيث يرتبط بحالة محددة يقل عندها تحصيل المتعلم عن مستوى قدرته بسبب مروره بخبرات سيئة مثل النقل من مدرسة لأخرى بما يخالف الرغبة أو ضائقة اجتماعية أو مادية تمر بها الأسرة أو أحد أفرادها..
- التأخر الدراسي الحقيقي : حيث يكون التأخر مرتبطاً هنا بنقص بنيوي أو وظيفي في مستوى الذكاء وفي قدرات التحصيل ويمكن علاجه والحد من آثاره جزئياً وليس كلياً
- التأخر الدراسي الظاهري وهو تخلف وهمي غير عادي يكون مستوى التحصيل الدراسي عنده أقل من مستوى قدرة الفرد التحصيلية ويرتبط بأسباب لا تعود لنقص بنيوي أو وظيفي في مستوى الذكاء ولا في قدرات التحصيل وبالتالي يمكن علاجه كلياً.
اسباب التخلف الدراسي
يثمكن الحديث عن اسباب التخلف الدراسي انطلاقا من تحديد مصدرها .
- المتعلم
- ضعف ذكاءات المتعلمين وتكون درجة التخلف عندهم بنيوية ووظيفية ونسبة الذكاء تتراوح لديهم بين « 71 إلى 85» وهنا من المفضل تحديد آثار ضعف ذكاءاتهم والبحث عن أي جوانب يمكن إبرازها وتنميتها والإفادة منها بالإضافة إلى التمتع بقدرات خاصة يعاني أصحابها من صعوبات في التعلم فتوجد لديهم قدرات خاصة لا يقدرونها حق تقديرها وتختفي قدرات أخرى أو تتواجد بنسبة ضئيلة كنقصان القدرة العددية أو اللفظية وغيرهما ولا يعملون على تداركها.
- الضعف في حل المشكلات ويصعب على من يعاني منها استخدام المعلومات أو المهارات المتوافرة في حل المشكلات التي تقابلهم.
- الذاكرة الضعيفة ويعود سبب التأخر عند أفرادها إلى قصور في الذاكرة وضعف المقدرة على اختزان المعلومات وعدم القدرة على استعادتها
- الضعف في الانتباه حيث تتركز المعاناة هنا في قصور الانتباه وعدم القدرة على التركيز،
- ضعف القدرة على التفكير الاستنتاجي وأهم ما يوصف به أفرادها بأنهم أصحاب التفكير العادي غير المبدع، ويمكن تدريبهم وتحسين مستواهم ولكن ليس إلى درجة عالية.
- عدم الاهتمام واللامبالاة ويظهر أفرادها تبايناً واضحاً بين أدائهم الفعلي والأداء المتوقع منهم
- ضعف الإدراك حيث يعاني أفرادها من ضعف واضح في ربط المعاني في بناء الذاكرة وصعوبة فهم ما يقرأ أو يسمع
- الفقر المعرفي وضعف الحصيلة اللغوية حيث يتصف أفرادها بضآلة معارفهم وضعف بنائها وأيضاً بطء العمليات العقلية وهنا يعاني أفرادها من بطء وخلل في بعض العمليات العقلية كالتعرف والتمييز والتحليل والتقويم
- الإعاقة الحسية حيث هنا تتوزع بين أفرادها درجات من الإعاقة الحسية مثل ضعف الإبصار أو انخفاض درجة السمع عند المتعلم ما يؤدي إلى عدم قدرته على استقبال المؤثرات بدرجة كافية لتوليد الاستجابات المتوقعة
- اختلال التوازن الانفعالي حيث تؤثر بعض الصفات الانفعالية كالخوف أو الخجل أو الكره أو الانطواء على مشاركة المتعلم وتحد من درجة تحصيله الدراسي،
- الشعور بالنقص وضعف الثقة بالنفس والنظزة الدونية إلى الذات وعدم تقديرها وبث نقاط القوة فيها والاحترام الزائد للغير والقلق الزائد وكثرة النسيان والوقوع في مصيدة أحلام اليقظة والضعف الثقافي العام ورفاق السوء وتأثيرهم السلبي باتجاه اتباع العادات السيئة وسوء التكيف المدرسي.
- اسباب جسمية أو صحية أو سلوكية تسبب التأخر الدراسي تتجلى في الإعاقات الحسية كالصمم وضعف الابصار وعمى الألوان. وأمراض المخاطبة كالتأتأة والتلعثم والتردد بالإضافة إلى سوء التغذية والأمراض الجسمية الأخرى والخجل من شكل الجسم أو الطول أو القصر وعدم النوم لساعات كافية والإكثار من تعاطي المنبهات وعدم التوازن في الغذاء المتناول وعدم تنظيم الوقت والخجل والخوف والتردد في الإفصاح عن مرض معين.
الأسباب الاجتماعية للتأخر الدراسي عند المتعلم تتجلى في
- العادات التي تبنيها الأسرة في الطفل من عدم تنظيم زمن الجلوس إلى التلفاز أو الكمبيوتر
- الإحباط الذي يتولد من عدم تقدير الأسرة للطفل وكثرة استخدام العبارات المحبطة التي تدمر إمكانات المتعلم وتقتل فيه كل مكامن النجاح
- إهمال الأسرة للمتعم وعدم متابعة التطورات التي تطرأ عليه في المدرسة
- كثرة عدد الأطفال والفقر واستغلال المتعلم في أعمال مجهدة لا علاقة لها بالدراسة
- الدلال والخوف الزائد على الأطفال والاعتماد الزائد على الغير،
- كثرة الخلافات العائلية وسوء العلاقة بين الأخوة وصغر حجم المنزل وعدم وجود مكان مناسب للدراسة والمتابعة
- مرور المتعلم بتجارب قاسية في الأسرة أو الحي أو المدرسة
- انخفاض المستوى التعليمي للوالدين وفقدان أحدهما أو كليهما.
من أسباب التأخر الدراسي ايضا نجد أسباباً تتعلق بالمدرسة وتتمثل في :
- الفوضى وعدم الانتظام في بيئة التعليم والتعلم
- إهمال المدرس للمتعلم وعدم مراعاته للفروق الفردية وتركيزه على المتفوقين
- سوء معاملة بعض الاساتذة والسخرية من المتعلمين
- الكثافة الصفية العالية وسوء توزيع التلاميذ داخل قاعة الدرس ونقص الوسائل التعليمية وترجيح الجانب النظري على العملي والخلل في طرق التدريس المتبعة
- التقويم المتطرف في صعوبته أوسهولته وبعد المواد الدراسية عن الواقع وعدم التوافق بين المناهج وطرق التدريس وفي نظم الامتحانات.
بعض اشكال المعالجة
ان لكل حالة علاجها من خلال تحديد الأولوية واكتشاف أي بذور للنمو المعرفي والمهني يمكن البناء عليها وتطويرها بحيث نصل إلى الوسطية في العلاج الجماعي والمضي قدماً في تحقيق أهداف المنهج المدرسي متخذين من كل حالة دافعاً للانتقال نحو الأفضل.
- تحديد التلاميذ الذين يعانون من واحد أوأكثر من أسباب التأخر في التحصيل الدراسي عبر التقويم القبلي والتقويم المرحلي و التقويم النهائي
- السبر المتعدد والمتنوع لأكثر من مرة وفي أكثر من ظرف وجمع المعلومات عنه من خلال السجل التراكمي لمحصلة التلميذ الذي يعاني من التأخر في التحصيل الدراسي
- تحديد المشكلات الأكثر تأثيراً في تأخره والاستعانة باختبارات الذكاء وآراء المدرسين والاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين والأطباء إلى جانب الوالدين في تحديد مواطن الضعف في التحصيل الدراسي
- تأمين الخدمات الإرشادية والمهنية في كل مدرسة للحد من تأثير عوامل التأخر في التحصيل الدراسي
- تشخيص حالة كل تلميذ والبدء بعلاجه وفق زمن محدد وبوسائل وسبل معينة بالتعاون ما بين المدرسة والأسرة
- تنمية الدوافع عند المتعلم واستخدام المعززات وعوامل الاثابة بطرق متعددة ومراقبة التغيرات الطارئة على المتعلم وتنمية الايجابي منها.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق