أطباء ومهندسون يتقدمون لمباريات المراكز الجهوية بحثا عن عمل

بواسطة : tifawt بتاريخ : الخميس, يوليو 10, 2014
في سابقة من نوعها، كشفت مصادر مطلعة أن لجنة من وزارة التربية الوطنية حسمت في ملفات عدد من الأطباء والمهندسين وخريجي المدارس التحضيرية العليا، ممن فضلوا أمام انسداد الآفاق، وضع ملفات ترشحهم لولوج سلك التعليم بحثا عن فرصة عمل.

 وقالت المصادر ذاتها إن وزارة بلمختار عمدت إلى تشكيل هذه اللجنة بعد أن تحفظ عدد من مسؤولي المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، على قبول ملفات أطر عليا بتخصصات لا علاقة لها بالإجازة التي تعد شرطا للولوج، حيث تكلفت هذه اللجنة الوزارية بدراسة ملفات أطباء ومهندسين، من بينهم خريجون في الإعلاميات، إضافة إلى خريجين في عدد من التخصصات ذات الطبيعة العلمية التي تتطلب تكوينا يمتد لسنوات، ومنها شهادة ضابط ميكانيك في أعالي البحار، وشهادة مهندس دولة، قبل أن تؤشر عليها بالموافقة، ما سيتيح لهؤلاء فرصة اجتياز المباراة للعمل في الوظيفة العمومية كأساتذة في بعض المواد مثل علوم الحياة والأرض والفيزياء. وخلقت طبيعة المرشحين الذين تقدموا بطلب الانخراط للعمل في سلك التعليم، حالة من الصدمة لدى بعض العاملين بالوزارة، بحكم أن الأمر لا يتعلق بحالات معزولة بعد أن تجاوز عدد ملفات الترشيح التي تضم دبلومات من الوزن الثقيل، عشرات الملفات.

 ولم تخف مصادر تعليمية استغرابها وقلقها من التداعيات الخطيرة لتحريف المسار العلمي والمهني لعدد كبير من الطاقات والكفاءات، للاشتغال في التعليم أمام قلة فرص الشغل، وذلك بالنظر للهدر المالي الكبير الذي سينتج عن ذلك، اعتبارا للتكاليف المالية التي تطلبها تكوين هؤلاء من المال العام، وفي تخصصات يعاني المغرب من خصاص فيها، وتحتاج لتفوق دراسي ومعدلات مرتفعة، من أجل الولوج إلى المدارس والمعاهد العليا التي تخرج منها هؤلاء المرشحون، قبل أن يضطروا لإكراهات اجتماعية ومالية، لتغيير تخصصهم باختيار مباراة التعليم، علما أن المترشحين الذين قبلت طلباتهم سيجتازون المباريات التي ستجريها المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، وهو ما يفترض خضوعهم لتكوين جديد سيكلف الدولة أموالا إضافية.

 ونبهت المصادر ذاتها إلى أن هذا الأمر ينطوي على رسالة خطيرة قد تخلق حالة إحباط شديد لدى عدد من التلاميذ المتفوقين، الراغبين في الالتحاق بالمعاهد العليا، وذلك مع استمرار ارتفاع نسبة البطالة في صفوف الحاصلين على دبلومات علمية ذات تخصصات تقنية. 

مصطفى الحجري في المساء يوم 09 - 07 - 2014

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوضة لذى | |