مدخل إلى علم النفس الاجتماعي

بواسطة : tifawt بتاريخ : السبت, يونيو 28, 2014
 تتعدد تعاريف علم النفس الاجتماعي، و لكنها تشترك في أبرز الصفات التي يمكن تلخيصها في العبارة التالية: " الفهم العلمي لاستجابات الفرد الإنساني للمثيرات الاجتماعية". فإذا كان من المسلّم به أن الإنسان كائن اجتماعي، فإن علم النفس الاجتماعي يسعى إلى فهم هذه الكينونة من خلال اكتشاف آلياتها في الفرد الإنساني. و فيما يلي بعض التعاريف المقترحة:

 • غوردون ألبورت : " الدراسة العلمية لكيفية تأثر أفكار و مشاعر و سلوكات الأفراد بوجود الآخرين وجودا فعليا أو ضمنيا أو خياليا".

 • بوينج : علم النفس الاجتماعي هو دراسة الأفراد في صلاتهم البيئية المتبادلة دراسة تهتم بما تحدثه هذه الصلات البيئية من آثار على أفكار الفرد و مشاعره وعاداته و انفعالاته.

 إضاءة: إن علم النفس الاجتماعي يدرس سلوك و أفكار و مشاعر الفرد في مواقف التفاعل مع الآخرين كما جاء في التعريفين أعلاه. فالسلوك عبارة عن حركة قد تكون بارزة كالدفع أو اللمس أو رفع اليد للتحية... و قد يكون سلوك تعبيريا كالابتسامة أو رفع الحاجب.... و المشاعر عبارة عن وجدان و خبرات عاطفية كالانفعالات (الحزن ،الفرح، الغضب ،الخوف... ) ، و الأفكار تتمثل في اعتقادات الفرد و أحكامه المتعلقة بالآخرين أو بالأحداث الاجتماعية أو به هو... 

و الخلاصة أن علم النفس الاجتماعي هو فرع من فروع علم النفس يدرس السلوك الاجتماعي للفرد و الجماعة، كاستجابات لمثيرات اجتماعية، وهدفه بناء مجتمع أفضل قائم على فهم سلوك الفرد والجماعة. و بمعنى آخر، فإن علم النفس الاجتماعي هو بمثابة دراسة علمية للإنسان ككائن اجتماعي، و يهتم بالخصائص النفسية للجماعات و أنماط التفاعل الاجتماعي و التأثيرات التبادلية بين الأفراد مثل العلاقة بين الآباء و الأبناء داخل الأسرة و التفاعل بين المدرسين و المتعلمين...

موضوع علم النفس الاجتماعي:

 إن الموضوع الأساسي لعلم النفس الاجتماعي هو دراسة السلوك الاجتماعي الذي يختلف عن السلوك الفردي ، فهو معقد فى تركيباته و مختلف في خصائصه و مكوناته و لا يمكن تفسيره إلا من خلال التعرّف الكامل علي طبيعة الأفراد و طبيعة تفاعلهم فى المواقف المختلفة فى حياتهم. ومن بين المواضيع التي يهتم بها علم النفس الاجتماعي نذكر ما يلي:
 ـ الطبيعة الإنسانية ـ التشئة الاجتماعية ـ دراسة المظاهر المرضية للحياة الاجتماعية ـ التفاعل الاجتماعي ـ القيادة ـ دراسة الميول و الاتجاهات ـ دراسة صور العداء بين الجماعات 

 مفهوم التفاعل الاجتماعي (و هو مفهوم مركزي في " دينامية الجماعات"):

 يمكن تعريف التفاعل الاجتماعي بكونه:
  •  نتاج العمليات المختلفة التي تنتج من خلال اندماج الفرد و تفاعله و انصهاره مع مجتمعه.
  •  المجتمع يهتم بالشخصية و التي هي نتاج العلاقات الاجتماعية وهي محصلة العوامل الوراثية والسيكولوجية.
  •  التفاعل نتاج التراكمات المختلفة التي احتك بها الفرد و يؤثر و يتأثر بها.
 و يمكن حصر أوجه التفاعل الاجتماعي في العلاقات الثنائية التالية:

 ـ التعاون / التنافس: 
  • التعاون يؤدي الي تماسك المجتمع.
  •  التنافس مرغوب فى الجوانب الإيجابية التي تُصلح المجتمع.
  •  التنافس غير الشريف يؤدي الي تفكك المجتمع.
 ـ الولاء / الصراع:
  •  الولاء: أي موالاة الفرد للمجتمع و الانصياع لقراراته و التمسك بمعاييره و تقاليده .
  •  الصراع: يؤدي الي عدم التماسك و التفكك .
 ـ التسامح / التعصب:
  •  التسامح: هو التغاضي عن هفوات الآخرين و إيجاد الأعذار لهم.
  •  التسامح يؤدي الي تماسك المجتمع. 
  •  التعصب: أي أن كل فرد أو جماعة تتعصب لفكرة أو اتجاه ما ...
 ـ التجاذب / التنافر:
  •  التجاذب أي التقارب. أي أن المجتمع يجذب الأفراد من خلال الأنشطة و تقدير الأشياء التي يحتاجها الفرد و تحقيق أهدافهم و رغباتهم.
  •  التنافر عكس التجاذب، و فيه لا يقدر المجتمع رغبة أفراده و لا تحقيق طموحاتهم و لا يستجيب لرغباتهم.
 ـ التسلط / الخضوع: 
  •  التسلط هو عدم التسامح و الشدة، و يتميز بالقسوة فى تنفيذ الأهداف والرغبات.
  •  التسلط يؤدي بالفرد إلى الشعور بعدم الرغبة فى تحقيق أهدافه و رغباته. 
  •  الخضوع يؤدي إلى تفكك المجتمع و عدم ثبات العلاقات الاجتماعية.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوضة لذى | |